قصص وعبر

قصة العجوز الستوت الجزء 4

اهلا
السلام عليكم اصدقاء مدونة التعليم بوخشم مريم
نكمل الجزء الرابع و الاخير من قصة العجوز الستوت
قراءة ممتعة 
ومرة أخرى تقع العجوز بين يدي الحمّال فأمسكها وقال لها: في المرة السابقة نزعت أسناني والآن ماذا ستفعلين؟ لن أفعل لك شيئا،لكن تحركي أمامي وإلا رأيتي منّي ما لا يرضيك. فرضخت له ومشت، وعندما وصلا إلى المحكمة، وجدا القاضي قد انتهى من عمله وهو ذاهب إلى منزله، فقال الحمّال: ها هي العجوز قد أحضرتها لكم.
ولم يكن هناك سجن خاص بالنساء وقتها، فقال القاضي: جيد، دعها الآن معي سآخذها معي إلى المنزل، وأنت في طريقك قل للتاجر والشيخ الذي ادعّت عليه بأنه زوجها وأبلغهم بأن يحضروا بعد صلاة الظهر لمحاكمتها. وقام بعدها الحمال بإبلاغ التاجر والشيخ هذا ماكان من أمرهم ,أما ماكان من أمر القاضي فانه أخذ العجوز معه وعندما أدخلها إلى بيته قال لبناته وزوجته أحسنوا إليها وانتبهوا لها جيدا، ثم جلس وبعدما أنهى فطوره دخل غرفته لينام،وعندما عرفت العجوز بأنه نام، قالت لبناته:لقد تأخرت كثيرا وأريد الذهاب فهلا سرحتموني، فردت عليها واحدة منهن : ولكن لما أنت هنا ؟ فقالت العجوز :هناك عرس قريب منا وأنا عندي بنات يردن أن يذهبن إلى العرس ولكن ليس لدينا مانلبسه من ذهب وحلي فأتيت للقاضي وطلبت منه ذلك ووعدته بأني سوف أعيده له بعد العرس كما وعدته بإحضار بعض الروائح والطيب من هناك..فما كان منهن إلاّ أن أسرعن وأحضرن لها كل ما طلبت، ثم خرجت، لتتمكن بهذه الحيلة الهرب من جديد، وعندما استيقظ القاضي سألهم عنها، فأخبرنه بأنهن أعطينها الذهب والحلي، فقال القاضي: أي ذهب وأي حلي ؟ فعرف بعدها بأنّ الستوت تمكنت من خداعه هو أيضا، فقال كلمة لا يخجل أحد من قولها: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم توضأ وذهب إلى المسجد أين صلى الظهر ثم ذهب إلى المحكمة فوجد التاجر والحمال والشيخ الذين بدا على وجوههم الاستغراب من حضور الشيخ بمفرده، غير أنه قطع عنهم استغرابهم قائلا: لقد تمكن العجوز من الهرب مرة أخرى، وحكى لهم كل ما حدث، ثم أمر الحمّال بالبحث عنها.
وبدأت عملية البحث مجددا ، وفي أحد الأيام عثر عليها فأمسكها والشرر يتطاير من عينيه: أيتها العجوز النّتنة ، هل تظنين أنك ستهربين مني مجددا ، تحركي أمامي إلى المحكمة..فإلى متى سأبقى ألاحقك وأبحث عنك، فسارت أمامه وعندما وصلا إلى المحكمة كان الوقت متأخرا وكاد الظلام يخيم، فقال له القاضي: لقد تأخر الوقت ولا يمكننا محاكمتها الآن، سنقوم بذلك غدا في الصباح الباكر، وأنت بلغ التاجر والشيخ أن المحاكمة غدا، ثم أمر القاضي بربط الستوت في عمود بالمحكمة، حتى لا تتمكن من الهرب وجعل عليها حارسا، وذهب إلى بيته.
وكان ذلك الحارس غبيا بعض الشيء ، وبدأ يتكلم معها ويسألها: من أنت أيتها العجوز ؟ وما الذي قمتي به حتى ربطوك هنا ؟ وكان الحارس بين كل كلمة وأخرى يذكر الزلابية ( حلوى معروفة ) ، فعرفت العجوز بأنه يحبها كثيرا، فقالت له: اعلم يا ولدي بأني أم القاضي، ولقد حتّم عليّ في كل يوم صباح بأكل صحن من الزلابية، وإذا لم آكلها يقوم بربطي.
فقال الحارس: يقومون بربطك لأنك لم تأكلي الزلابية، لو أنهم أعطوني صحنا أو صحنين لأكلتهما، فقالت له: أتستطيع أكل صحنين؟ فقال لها الحارس: أي نعم ولو كانت أربعة ، فقالت له الستوت: إذا كنت تحب ذلك ففك الرباط عني وخذ مكاني وفي الصباح عندما يأتون بالزلابية فكلها أنت لوحدك، فأسرع الحارس وحلّ رباطها ، وقامت هي بربطه مكانها وهربت.
وفي الصباح عندما جاؤوا لمحاكمتها وجدوا الحارس مربوطا مكانها، فسأله القاضي: أين العجوز؟ وماذا تفعل أنت هنا؟ فقال له الحارس: أين الزلابية ؟ القاضي: أية زلابية ؟!! الحارس للقاضي: الزلابية التي كنت تعطيها لأمك العجوز كل صباح..فعرف القاضي بأن العجوز قد لجأت إلى حيلة أخرى مكّنتها من الهرب، عندها التفت القاضي لهم وقال: هل رأيتم كل ما فعلته هذه الستوت لحد الآن ؟ حقا إنها خبيثة ومحتالة ،ويظهر أنها ستثير الفتن والمشاكل في البلاد ، وأظن أنه في رأيي يجب أنْ نعطيها الأمان وأن نسامحها أحسن، فوافقوا جميعا على مضض.
فأذن مؤذن : أيتها العجوز عليك الأمان..
وعندما سمعت الستوت بذلك، اتجهت للمحكمة ، أين وجدتهم جميعا هناك: فأصلح القاضي بينها وبين الحمّال، وكذلك مع التاجر الذي سامحها على السلعة التي أخذتها، وكذلك الأمر مع الشيخ الذي ادعت أنه زوجها، والقاضي الذي ذهب بعض ذهبه وحليّه سامحها فيه وقال: العوض على الله.
فقامت الستوت وأعطت بعض المال للحمّال وقالت له: هذا تعويض على ما ألحقته بك من قلع أسنانك، وأعطت الشيخ بعض المال أيضا يعين به نفسه في السوق، أما القاضي والتاجر فلم تعطهما شيئا وقالت لهما: أنتما أغنياء ولديكما الكثير من المال.
وبهذا أصبحت قصة الستوت على كل الألسن في كل مكان وزمان.
ربما الكثير لم يكن ينتظر هذه النهاية وكان يتوقع نهاية أخرى الستوت
لكن احيانا نتخذ قرارات   نكون فيها مجبرين …لا مخيرين
مجبر اخاك لا بطل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق